حكايات| «الفسيخ» الأيسلندي.. قرش «متعفن» من الرمال لأفواه الملايين

0
12

سمك قرش مخمر يحمل اسم «هاكارل»، مجرد طعام أيسلندي تقليدي، لكنه أصبح نقطة جذب رئيسية للسياح في هذا البلد الأوروبي، الذي يعيش القرش في أعمق أجزاء مياه القطب الشمالي وشمال المحيط الأطلسي.

 

ببساطة هذا القرش يعد أطول الفقاريات عمراً على وجه الأرض، ويبلغ متوسط عمره 272 عامًا، ونادرا ما يتم اصطياد أسماك القرش عمدا، وهم عادة صيد عرضي من سمك الهلبوت.

 

ونظرًا لأن أسماك القرش في جرينلاند تعيش في ضغط المياه العميقة، فإن أسماك القرش مليئة بتركيزات عالية من نفايات النيتروجين، مما يجعل لحمها سامًا، بسبب المستويات العالية من اليوريا وأكسيد ثلاثي ميثيل أمين، لذلك يجب تخمير قرش جرينلاند حتى يتمكن البشر من تناوله بأمان، وذلك من خلال تقطيع اللحم إلى شرائح ودفنه ثم تعليقه ليجف في هياكل مفتوحة لعدة أشهر في عملية تشبه «الفسيخ المصري».

 

 

يحتوي سمك القرش المخمر على نسبة عالية من الأمونيا ولها رائحة قوية تشبه العديد من منتجات التنظيف، ويتم تقديمه بشكل متكرر في مكعبات مع المسواك مع روح قوية، وذلك حسب ما ذكره موقع يونج باينوير تورز.

 

ويرجع تاريخ «الهاكارل»، تتمتع أيسلندا بالبرودة إلى حد ما، وبالتالي يحتاج إلى الحفاظ على اللحوم لفصل الشتاء، وفي المناخات الباردة، استمر الحفاظ على الأسماك واللحوم منذ آلاف السنين، وكانت الطريقة التقليدية لعلاج اللحوم في معظم البلدان هي استخدام الملح. 

 

ولأي سبب من الأسباب، تفتقر أيسلندا بشدة إلى الملح، غير أن النقطة المثيرة للاهتمام هنا هي أنه قبل أن يتم علاج سمك القرش في جرينلاند، يكون سامًا، لذا فهو يشبه إلى حد كبير السمكة المنتفخة، ومن ثم تم اكتشاف بطريقة ما أنه من خلال معالجة سمك القرش في جرينلاند بهذه الطريقة لن يكون سامًا وصالحًا للأكل.

 

 

يعتبر لحم سمك القرش في جرينلاند سامًا عندما يكون طازجًا، لذا فبدلاً من عدم تناوله مثل أي شخص، يقطعون رأس القرش في أيسلندا ثم يدفنونه في حفرة رملية مغطاة بالصخور، وهذا يتخلص من السم.

 

يتخمر القرش بعد ذلك لمدة 6-12 أسبوعًا قبل حفره وتقطيعه إلى شرائح وتعليقه حتى يجف لمدة تصل إلى 5 أشهر في حظيرة، وتبدأ النتنة في الحظيرة، مثل الرائحة الكريهة للأمونيا التى تنبعث منها.

 

في حين أن هذا قد يكون كبيرًا من المواد الغذائية المثيرة للجدل، عليك أن تعجب بالبراعة البشرية التي أدت إلى اختراعها، لذلك فهي تحتل مكانة خاصة في القلب الأيسلندي.

 

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد