«أسن السكاكين وأسن المقص».. ربما يسمع أبناء الريف والأحياء الشعبية في المحافظات هذه الكلمات الأربع من حين لآخر لكن المؤكد أنها تتزايد في أيام عيد الأضحى المبارك.
كلمات يقف خلفها «السنان» لينادي خلال تجوله في شوارع المدن والقرى لحث المواطنين على سن السكاكين، والتي يتزايد استخدامها في تقطيع اللحوم.
رغم الحر الشديد يسير رجل زحف اللون الأبيض إلى لحيته ورأسه في شوارع مدينة الزرقا بمحافظة دمياط للبحث عن رزقه من خلال مهنة لا يعرف غيرها وينادي بعبارته الشهيرة مستقلا دراجته الهوائية التي يثبت عليه ماكينة السن أو «المسن».
عم صبحي علي (68 عاما) تحدث عن مهنته فيقول: إنه يعمل في مهنة السنان منذ كان في الصف الأول الابتدائي أي منذ مدة تتجاوز الـ60 عاما، وأنه كان يعود من المدرسة سيرا على الأقدام فيجد رجلا كبيرا يجلس أسفل شجرة بالقرب من الأراضي الزراعية خاصة في موسم الحصاد لسن الشرشرة ومعدات الحصاد.
بدأ عم صبحي يتقرب من هذا السنان وطلب منه مساعدته في العمل لكي يستطيع توفير مصروف ينفق منه على نفسه ودراسته لأنه كان ضمن عائلة فيها 18 فردا ما بين أخوة ذكور وإناث، وبالفعل بدأ بالسن على حجر ثم على ماكينة تدور يدويا.
اقرأ أيضًا| «كُل واتفرج».. بطيخ الغربية بطعم شادية وفيروز وأم كلثوم
لسنوات طويلة، ظل يقوم بتدوير آلة السن بيد والسن باليد الأخرى، فيما كان أول أجر حصل عليه «قرش صاغ» وعمل بها مع تطورتها حتى التحق بالعمل في ورشة حداده وعمل في العديد من المحافظات منها المنوفية والدقهلية ودمياط.
لكن عم صبحي قرر أن يترك العمل ليستقل ويشتري ماكينة سن وقام بتثبيتها على دراجة هوائية ليتجول بها وينادي لسن السكاكين والمقصات وسكاكين ماكينة الفرم والكابة فيما يتولى توصيل التيار الكهربائي للماكينة من المنزل الذي يقوم بالسن له، وقيمة سن السكينة 5 جنيهات.
بابتسامة رضا لا تفارقه يعتمد عم صبحي على ماكينة سن السكاكين والمقصات كمصدر دخل للإنفاق منها على أسرته وتربية أبنائه، خاصة في هذه الأيام مع اقتراب عيد الأضحى لأنها تعد موسما لاحتياج السكاكين في تقطيع اللحوم وأن أغلب المواطنين يلجأون لسن السكاكين لتجديدها ليسهل استخدامها بدل من شراء سكاكين جديدة.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.