يعرف أي شخص سافر حول الهند أن اللغة والعادات وحتى الطعام تختلف اختلافًا كبيرًا من ولاية إلى أخرى، وعلى الرغم من أن بعض المناطق الحضرية الصاخبة في هذه الدولة الشاسعة مزدحمة بالسكان، إلا أن البعض الآخر نائية وخصبة وجبلية.
ومن الأمثلة على ذلك ولاية ناجالاند الشمالية الشرقية، وهي ولاية متاخمة لجار الهند الشرقي «ميانمار»، وتشتهر بكونها موطنًا لـ16 قبيلة أصلية، لكل منها ممارساتها الثقافية الخاصة وطريقة حياتها التقليدية.
بمعزل عن الإنسانية والتكنولوجيا، قرر عدد من القرى النائية حول العالم التشبث بالممارسات القديمة التي قد تبدو بعضها «وحشية»، وهي قطع رؤوس المحاربين الأعداء، ولكن اختلفت هذه العادات من قرية أو قبيلة لأخرى.
اقرأ أيضًا| لحماية نفسها من الأعداء.. أسماك مولدة للكهرباء في قاع البحر
قبيلة الكونياك واحدة من أكثر القبائل الهندية رعبًا؛ حيث اشتهرت بعمليات القتل المتوحشة للأعداء، فلم يكتف أبناؤها بقطع رؤوس العدو فقط ليتباهوا بها، بل كان يتم استخدامها لإقامة طقوس احتفالية على شرفها.
ورغم تضاؤل أعداد أبناء تلك القبائل، إلا أن الطقس الذي كان شائعا بين أبناء هذه القبيلة هو قطع رؤوس المحاربين الأعداء، ويليه رسم الوشم على وجوه القائمين بذلك كنوع من الفخر والعظمة، غير أنه مع انتشار المسيحية في ولاية ناجالاند الهندية، انتهت هذه الممارسات الوحشية.
وما تبقى اليوم من القبيلة هم المعمرون فقط، وعلى الرغم من أن رؤيتهم قد تثير الاشمئزاز والرعب إلا أنهم في حقيقة الأمر يتمتعون بالطيبة ويرحبون بكل زائر.
وقبيلة الكونياك تقيم في ولاية ناجالاند، ويعرفون بغزوهم للقرى المجاورة وقطع رأس كل من يتم الإمساك به وتجمع هذه الرؤوس لتكون الغنيمة، كما عرفت أيضا بصناعة البارود وأعمال النحاس، وذلك إلى جانب صناعة السواطير والتماثيل الخشبية.
اقرأ أيضًا| فتاة من ذهب.. «منى» تواجه مرض العظم الزجاجي بـ«كوكتيل ألعاب»
ويعد هؤلاء المعمرون هم آخر رجال في القبيلة الذين تقبلوا الديانة المسيحية، ومن ثم منعوا ممارسة هذه الطقوس المروعة في الأربعينات، وذلك على الرغم من أن آخر واقعة لقطع رؤوس المحاربين كانت في عام 1969.
ورجال هذه القبيلة اعتادوا على جمع الرؤوس والأرجل والأيدي المقطوعة وتعليقها على أكبر شجرة في القرية أو تخصيص مكان لتركهم به كتذكار، والناجون من قبيلة كونياك، التي تسكن في شمال شرق الهند، يتميزون بثقافتهم المختلفة وصفاتهم الفريدة.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.