مرحبًا بكم في موقعنا
سنتحدث اليوم عن موضوع مثير ومهمّ لمن أراد الزواج، وهو “آداب ليلة الدَّخلة.”
لا شكّ أنّ ليلة الزفاف هي لحظة استثنائية ومميّزة في حياة الزوجين، حيث يجتمعان لبداية جديدة تحت رحمة الله. ولأنّنا نؤمن بأهميّة هذه اللحظة، سنتحدث اليوم عن آدابها.
أوّلاً وقبل كلّ شيء، أريد أن أقول لكم أنّ هذا الموضوع يتعلق بآداب واحترام الشريك في ليلة الزفاف. فهي تجربة فريدة وجميلة تجمع بين شخصين، ويجب أن تكون مبنيّة على أساس من الودّ والاحترام.
لنبدأ بنصائحنا لهذه الليلة الخاصة…
إعداد جو رومانسي:
قبل كلّ شيء، حولي الغرفة إلى مكانٍ رومانسي، مع الزينة المناسبة والشموع وتقليل الضوء. هذا سيساعد في خلق أجواء مثالية.
الاسترخاء:
جرّبي أن تسترخي قبل الليلة، ابتعدي عن الضغوط والتوتر. لأن مجلس الزواج عادةً يوجب التعب لكما.
الاستعداد:
قبل الليلة المنتظرة، ينبغي على الزوجين أن يستعدّا على الصعيدين الجسدي والروحي. وليتذكّرا أنها ليست مجرد لحظة جسدية، بل هي لحظة ائتلاف بين الأرواح وانسجام بين العواطف.
الشهوة الجنسية عند الرجال يمكن أن تحدث بشكل غير إرادي وليس لها وقت محدد أبدًا، بخلاف النساء. فأحيانًا لا يمكن أن نخطط للجماع ونجعل له وقتًا محددًا كليلة العرس، والسبب في التمتع بالجماع وكماله هي رغبة الزوج والزوجة في الجماع. فالرغبة هي الركن الأساسي في التمتع والجماع.
لذلك أحيانًا نرى بعد انتهاء حفل الزواج، يتعب العريسان بسبب استقبال الضيوف وأداء مختلف الاحتفالات ولا يرغبون بالجماع، وربما من الأفضل تأجيل الجماع إلى ليلة أخرى، ليحظى العريسان بليلة زفاف أكثر ابتهاجًا وتمتعًا.
الدعاء:
في هذه اللحظة العظيمة، لا تنسوا الدعاء واستعينوا بالله فإنها موضع استجابة الدعاء. اسألوا الله أن يجعل هذا اللقاء بينكما مليئًا بالمحبة والرحمة.
تشجع روايات أهل البيت عليهم السلام على الدعاء والتضرع إلى الله في هذه اللحظة المهمة، ليبارك لهما الله في حياتهما ويمنحهما القوة لتحقيق النجاح والسعادة.
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال:
«إِذَا دَخَلتَ عَلَى الْعَرُوسِ لَيْلَةَ الزَّفَافِ فَخُذ نَاصِيتَهَا وَأَدِرْهَا إِلَى الْقِبْلَةِ وَقُلْ: اللّهُمَّ بِأَمَانَتِكَ أَخَذْتُهَا وَبِكَلِمَاتِكَ اسْتَحْلَلْتُهَا فَإِنْ قَضَيْتَ لِي مِنْهَا وَلَدًا فَاجْعَلْهُ مُبَارَكًا تَقِيًّا مِنْ شِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ وَلَا تَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ فِيهِ شِركًا وَلَا نَصِيبًا».(1)
روي عن الإمام محمد الباقر عليه السلام قال:
«إذا دخلت فمرها قبل أن تصل إليك أن تكون متوضئة ثم أنت لا تصل إليها حتى تتوضأ وصل ركعتين ثم مجد الله وصل على محمد وآل محمد ثم ادع ومر من معها أن يؤمنوا على دعائك وقل: اللهم ارزقني إلفها وودها ورضاها وارضني بها واجمع بيننا بأحسن اجتماع وآنس إتلافًا فإنك تحب الحلال.»(2)
قراءة القرآن الكريم:
تشجع الروايات على قراءة آيات من القرآن الكريم في ليلة الدَّخلة. فيوجب هذا العمل تبريك العيش وتأسيس بداية جديدة، حيث يقوم العريسان بتحديد الآيات التي تعبّر عن قيمهما والتوجه الديني لهما.
يتعب العريسان بسبب استقبال الضيوف، وربما من الأفضل تأجيل الجماع إلى ليلة أخرى
الاحترام والتعاطف:
حاولوا فهم احتياجات بعضكما البعض ولا تخجلوا من السؤال وكونوا صادقين في التفاهم والتواصل. عادةً، غشاء البكارة باقية في ليلة الدَّخلة قبل الجماع، فلهذا تتعرض الفتيات لضغوط شديدة وخوف من الجماع مع أزواجهنّ. ولهذا لا يُنصح بالإصرار على الجماع في هذه الليلة. بل ينبغي للرجل أن يتحلى بالصبر ويهيئ زوجته عاطفيًا وروحيًا لعلاقة حميمة ناجحة ومرضية للزوجين بالمداعبات المتكررة.
الكلمة الاخيرة
وهكذا، نكون قد أنهينا نصائحنا لآداب ليلة الدَّخلة. تذكّروا دائمًا، بأن هذه لحظة مميزة بالنسبة لكما، فاحترموا بعضكما وتمتعوا باللحظة وتجنبوا عن الضغوط. نتمنى لكل الأزواج الجدد حياة زوجية سعيدة ومباركة، ونسأل الله أن يحفظكم ويسعدكم دائمًا.
شكرًا
لا تترددوا في مشاركة تجاربكم وتعليقاتكم في الأسفل.
1. مفاتيح الجنان ، القمي، الشيخ عباس ، الصفحة : 885.
2. وسائل الشيعة ، الشيخ حرّ العاملي ، المجلد : 8 ، الصفحة : 144 ، ط-آل البیت.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.