حصلَ أحَدُ لاعبي الفُنونِ القِتاليّةِ على الحزامِ الأسوَدِ، وفي يومِ الاحتفالِ بتسليمِهِ الحزامَ الأسودَ وأمامَ الحُضورِ سألَ المُدرِّبُ اللاعِبَ قائلاً: ماذا يَعني لكَ الحزامُ الأسوَدُ، فأجابَ: الحزامُ الأسوَدُ يعني أعلى مُستوىً في هذهِ اللُّعبَةِ، فقالَ لَهُ المُدرِّبُ أنتَ لا تستَحِقُّ هذا الحزامَ، اذهَبْ ثُمَّ عُدِ العامَ القادِمَ.
وفي العامِ القادِمِ وأمامَ الحُضورِ سألَهُ قائلاً: ماذا يَعني لكَ الحزامُ الأسوَدُ، فأجابَ: الحزامُ الأسودُ يَعني القُوَّةَ والثِّقَةَ والشَّجاعَةَ، فقالَ لَهُ المُدَرِّبُ أنتَ لا تستحِقُّ هذا الحزامَ، اذهبْ ثُمَّ عُدِ العَامَ القادِمَ.
وفي العامِ الثالثِ وأمامَ الحُضورِ سألَهُ المُدرِّبُ قائلاً: ماذا يَعني لكَ الحزامُ الأسوَدُ، فأجابَ: الحزامُ الأسودُ يَعني بدايةَ الطّريقِ للوصولِ الى أهدافي، وتطويرِ ذاتي، والتَّقَدُّمِ للأمامِ، فقالَ المُدَرِّبُ: الآنَ تستَحِقُّ الحزامَ الأسوَدَ فقد عَرفتَ مَعنى الحزامِ الأسوَدِ.
ينبغي أنْ لا يقصُرَ المرءُ نظرَهُ على الأحلامِ القريبَةِ فقط، وإنَّما ليَكُنْ نظَرُهُ الى ما هُوَ أبعدَ ليحُثَّ نفسَهُ على تَخطِّي المراحلِ وصعودِ القِمَمِ فإنَّ للنجاحِ مُستوَياتٌ كثيرةٌ؛ قالَ الإمامُ عليٌّ -عليهِ السَّلامُ-: (كُنْ بعيدَ الهِمَمِ إذا طَلَبْتَ)
إنَّ هناكَ عِدَّةَ آفاتٍ يُصابُ بِها الناجحونَ مِمّا يُوقِعُهُم في وَهمِ مثاليّةِ المستوى وما حَصلُوا عليهِ وإنَّهُم قد بَلَغُوا نهايةَ المطافِ! ومِن جُملَةِ تلكَ الآفاتِ: –
- الكَسَلُ والخُمولُ عَن تَطَلُّبِ مُستوياتٍ أعلى
- الغرورُ والتَّعالي
- احتكارُ الخِبرَةِ والتَّجرُبَةِ
- التَّشبُّثُ بالمستوى الذي تَوقَّفوا عندَهُ، وعدمُ السَّماحِ للآخرينَ بأخذِهِ
لذا نرى في قِصَّةِ “الحزامِ الأسوَدِ ” تنبيهاً رائعاً مِن قِبَلِ المُدرِّبِ للمُتَدرِّبِ بأنَّ حُصولَكَ على مُستوىً يعني بدايةَ الطريقِ نحوَ التطوُّرِ والابتكارِ والإبداعِ …
عليكَ أنْ تُواصِلَ طريقَكَ وأنْ تستَمِرَّ فيهِ بإصرارٍ فلا تقلْ ” لقد حصلتُ على ما أُريدُهُ ” و ” ها أنذا اتمَتَّعُ بحُلْمِي” هذا الشعورُ الإيجابيُّ إذا أردتَ لهُ الاستمرارَ فما عليكَ إلّا أنْ تواصِلَ الطريقَ ولا تتوقّفْ عندَ مُستوىً مُحدَّدٍ مِنَ النَّجاحِ!
وقد قِيلَ: “إنَّ وجودَ الموهِبةِ وحدَها لا تكفي .. استمرْ دائماً، فلا يوجَدُ شيءٌ في العالَمِ يُمكِنُهُ أنْ يَحُلَّ مَحَلَّ الإصرارِ “
المرجع الالكتروني للمعلوماتية
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.